بوسيف عضو اداره
الجنس : عدد المساهمات : 487 نقاط : 6645 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 16/06/1972 الموقع : بوسيف المزاج : مرتاح
| موضوع: جواب في صيغ الحمد الأحد 28 نوفمبر 2010, 10:52 | |
| للإمام ابن قيم الجوزية بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل ما تقول السادة العلماء الذين رضي الله عنهم أجمعين في رجلين تباحثا في الحديث المروي في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده فقال الآخر لقائل هذا الحديث الرب سبحانه وتعالى يقول ^ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد ثبت عن النبي أنه كان يقول لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
فقال له راوي الحديث الأول من لم يوافق على هذا الحديث تيس وحمار وجاهل فهل هذا الحديث الأول الذي رواه في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده الصحيح أم لا ومن المصيب من الرجلين وليبسط القول مثابين افتونا مأجورين رحمكم الله أجاب شيخنا الإمام العالم شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي : الحمد لله هذا الحديث ليس في الصحيحين ولا في أحدهما ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة ولا له إسناد معروف
وإنما يروى عن أبي نصر التمار عن آدم أبي البشر ولا يدري كم بين أبي نصر وآدم إلا الله تعالى قال أبو نصر قال آدم يا رب شغلتني بكسب يدي شيئا من مجامع الحمد والتسبيح فأوحى الله إليه يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا وإذا أمسيت فقل ثلاثا الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده فذلك مجامع الحمد والتسبيح فهذا لو رواه أبو نصر التمار عن سيد ولد آدم لما قبلت روايته لانقطاع الحديث فيما بينه وبين رسول الله فكيف بروايته عن آدم وقد ظن طائفة من الناس أن هذا الحمد بهذا اللفظ أكمل حمد حمد الله به وأفضله وأجمعه لأنواع الحمد وبنوا على هذا مسألة فقهية فقالوا مسألة لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع الحمد وأجل
المحامد فطريقه في بر يمينه أن يقول الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده قالوا ومعنى يوافي نعمه أي يلاقيها فتحصل النعم معه ويكافيء مهموز أي يساوي مزيده نعمه والمعنى أنه يقوم بشكر ما زاد من النعم والإحسان والمعروف من الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به رسوله وسادات العارفين بحمده من أمته ليس فيه هذا اللفظ البتة الحمد في القرآن الكريم كقوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) وقوله ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) وقوله ( وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) وقوله( حكاية عن الحمادين من عباده أن قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )
وقوله تعالى في حمده لنفسه الذي أمر رسول الله أن يحمده به ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) فهذا حمده الذي أنزله على عبده ارتضاه لنفسه وأمر رسوله أن يحمده به وقال تعالى حامدا لنفسه الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا وقال ( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ) ( وقال الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير) وقال ( الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) وقال ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون )
وقال فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون وقال يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقال عن أهل الجنة ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) وقال ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ) فهذا حمده لنفسه الذي أنزله في كتابه وعلمه لعباده وأخبر عن أهل جنته به وهو آكد من كل حمد وأفضل وأكمل كيف يبر الحالف في يمينه بالعدول إلى لفظ لم يحمد به نفسه ولا ثبت عن رسول الله ولا عن سادات العارفين من أمته والنبي كان إذا حمد الله في الأوقات التي يتأكد فيها الحمد لم يكن يذكر هذا الحمد البتة كما في حمد الخطبة والحمد الذي تستفتح به الأمور وكما في تشهد الحاج وكما في الحمد
لاكمال الموضوع الرابط التالي | |
|