ابو مالك البوسيفي عضو ذهبي
عدد المساهمات : 394 نقاط : 5956 السٌّمعَة : 8
| موضوع: وسُـطِّر خـبرهم الثلاثاء 27 أبريل 2010, 17:51 | |
| رحمك الله .. وَعظت حيا وميتا
مقالا بعنوان : واعـظ على فـراش المـوت
استوقفتني الآيات وما تحمله من نبأ عظيم
هزّتني وكأنني أسمعها لأول مرة
وما ذلك بمستغرب على كتاب لا كالكتب
( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )
وهو كتاب لا تنقضي عجائبه ، ولا يَخلَق على كثرة الترداد .
ذلكم الواعظ هو مؤمن آل يا سين
الذي وعظ قومه حيا وميتا
أما حال حياته فقد جاء ساعياً مُسرعاً ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ )
وأما بعد مماته فإنه لما قيل له : ( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ )
فلما أفضى إلى الجنة
( قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ )
تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ليرغبوا في دين الرسل .
قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى (بِمَا غَفَرَ لِي ) :
وفي " ما " قولان :
أحدهما : أنها مع غفر في موضع مصدر ، والمعنى : بغفران الله لي . والثاني : أنها بمعنى الذي ، فالمعنى ليتهم يعلمون بالذي غفر لي به
ربي فيؤمنون ، فنصحهم حيا وميتا . اهـ .
حَـمَلَ هـمّ الدعـوة حيّـاً وميّـتـاً
وأراد لقومه الهداية مع ما كادوه به حتى قتلوه
قال الزمخشري :
وفيه تنبيه عظيم على وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ،
والترؤّف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي ،
والتشمر في تخليصه ، والتلطف في افتدائه ، والاشتغال بذلك عن
الشماتة به والدعاء عليه ، ألا ترى كيف تمنى الخير لِقَتَلَتِه
والباغين له الغوائل ؟ وهم كفرة عبدة أصنام ! ويجوز أن يتمنى
ذلك ليعلموا أنهم كانوا على خطأ عظيم في أمره ، وأنه كان على
صواب ونصيحة وشفقة ، وأن عداوتهم لم تُكسِبه إلا فوزا ، ولم
تُعقبه إلا سعادة ؛ لأن في ذلك زيادة غبطة له ، وتضاعف لذة
وسرور ، والأول أوجه . اهـ .
وقال القرطبي رحمه الله :
وفي معنى تمنيه قولان :
أحدهما : أنه تمنى أن يعلموا بحاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته .
الثاني : تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله . قال ابن عباس : نصح قومه حيا وميتا . اهـ .
هذا واعظ وعَظَ قومه حيا وميتا
وآخر وَعَظ أمّـه حياً وميتا
وعزّاها في مصابها بعد موتها
ذلكم هو : ذو القرنين
فإنه كتب إلى أمه كتاباً قبل موته ، وكان في كتابه إليها :
يا أماه ! اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه من نساء أهل
المملكة ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة ، فصنعت طعاما
وجمعت الناس ، وقالت : لا يأكل من أصيب بمصيبة قط ، فلم يأكل
أحد ، فعلمت ما أراد .
فلما حُمِل تابوته إليها تلقته بعظماء أهل المملكة ، فلما رأته قالت :
يا ذا الذي بلغ السماء حلمه ، وجاز أقطار الأرض ملكه ، ودانت
الملوك عنوة له . مَالَكَ اليوم نائما لا تستيقظ ؟ وساكتا لا تتكلم ؟
من بلّغك عَنِّي بأنك وعظتني فاتعظت ، وعزيتني فتعزيت ، فعليك
السلام حيا وميتا ، ثم أمرت بدفنه .
وفي رواية لهذه القصة أنها قالت : فنِعْم الحيّ كنت ، ونِعْم الهالك
أنت .
وعظوا أحياء وأمواتا
وعظوا وهم على فُرش الموت
ووعظوا وهم جثث هامدة
ووعظوا وهم تحت أطباق الثرى
فـ لله درّهـم !
لقد خُـلِّد ذِكرهم
وسُـطِّر خـبرهم
وكان من آخر مَنْ وَعَظَ حياً وميتاً الشيخعبدالعزيز بن باز رحمه الله
وأسكنه فسيح جناته
وذكرت بعض موعظته في هذا الموضوع
| |
|
بوسيف عضو اداره
الجنس : عدد المساهمات : 487 نقاط : 6645 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 16/06/1972 الموقع : بوسيف المزاج : مرتاح
| موضوع: رد: وسُـطِّر خـبرهم الخميس 29 أبريل 2010, 15:35 | |
| بارك الله فيك اخي الكريم وفي ما تكتب جزيت خيرا | |
|