بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث آداب الأكل :
عن أبى حفص عمر بن أبى سلمه عبد الله بن الأسد رضى الله عنه قال:
" كنت غلاماً في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت يـدي تطيش في الصفحة
فقال : لي النبي - عليه الصلاة والسلام - يا غلام إذا أكلت ، فسم الله ، وكل بيمينك ، وكل
مما يليك وما زالت تلك طعمتي بعدُ " متفقٌ عليه .
المفردات : حجر : الحضن وهو ما بين الإبط إلى الكشح .
والمراد به هنا : الكنف والحماية .
تطيش : تدور ذات اليمين والشمال .
الصحفة : السكرجة ،إناء كالقصعة .
غلام : فتى .
طعمتي : أكلي .
نبذة وجيزة عن الراوي :
عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد و هو ربيب النبي صلى الله عليه و آله و سلم أمه أم سلمة أم المؤمنين.
ولد بالحبشة في السنة الثانية و قيل قبل ذلك و قبل الهجرة إلى المدينة، و كان يوم الخندق
هو و ابن الزبير في الخندق في أطم حسان بن ثابت، و روى عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم
أحاديث في الصحيحين و غيرهما عن أبيه، قال الزبير: وولي البحرين زمن علي و كان قد شهد معه الجمل
ووهم من قال أنه قتلفيها قاله أبو عمر بل مات بالمدينة سنة ثلاث و ثمانين في خلافة عبد الملك بنمروان.
المعنى العام :
الطعام هو الوقود والزاد الذي يتقوى به العبد على أعباء الدنيا والدين وهو من نعم الله تعالى
علينا وبالتالي فالمسلم مأمورا بشكر هذه النعمة ، ومن تمام شكرها أن يتبع المسلم
المنهج المحمدي الحكيم في الطعام ، وبين أيدينا أدبا رفيعا في كيفية الإجتماع على الأكل :
1-غلام : ولنخص بالبذكر تربية الناشئة على هذه الآداب الرفيعة فهم عما قريب
خلائف الأرض من بعدنا وحماة العقيدة وحراس الإسلام .
2-حجر : يلقنه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآداب كما يلقن الأب ابنه المرتمي
في حجره تعاليم الدين والدنيا ، والتوجيه هنا للآباء وخاصة منهم الأمهات .
3-يدي تطيش : فالولد دون شريعة هادية طائش ضال لا يعرف سدادا ولا رشادا ،
فلا بد له من مرشد ومعين يقوده ويرشده للجادة وهذه مسؤولية الآباء أو الأولياء أو العلماء .
4- فقال لي : لا يمكن السكوت على الخطأ بل لا بد من معالجته حالا دون تأخير وتعجيل
حتى يتحقق الهدف وتستقيم الأمور .
5- يا غلام : من أساليب التغيير الكلمة المؤثرة والنداء الجالب والمنبه للقلوب ،
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يناديه باسمه بل اختار الكلمة الهادئة ( يا غلام ).
6- الإجتماع : من العوائق التي تؤثر سلبا في تربية الناشئة هي ترك الصغار يمارسون
أنشطتهم لوحدهم في عزلة عن الأهل مما قد يتعودون عوائد خاطئة بل مخالفة للشريعة
وقد يشبون عليها ويصعب بعد ذلك تدارك خطئها .
7- سم الله : فأول الأمر ذكر اسم الله تعالى حتى تنسب النعمة إليه فهو المعطي والمسدي للنعم ،
ويكفي أن يقول العبد : باسم الله عند أول الطعام فإن نسي فليذكر التسمية في وسط طعامه
أو آخره كما نصت بذلك أحاديث شريفة .
8- ثم الأكل باليمين :الذي بارك الله فيها واجتناب الأكل بالشمال التي هي أكلة الشيطان ،
وقد يأكل العبد بشماله ضعف ما يأكل بيمينه لقلة بركة الشمال .وقد يشبع هذا يالقليل
ولا يشبع ذاك بالكثير .
9- ثم الأكل مما يلي : وهذا خاصة في الأكل الجماعي ، والأكل العشوائي قد يؤثر على نفسية
المجتمعين وقد يظهر صاحبها الأنانية وحب النفس مما يثير اشمئزاز من حوله .
10- فما زالت تلك طعمتي : فالتربية إذا كانت بهذا الأسلوب المنتهج والحكيم فسوف
تأتي بثمارها ويتحقق الهدف المرجو عما قريب .
أما إذا كانت بأساليب مبتدعة أو دخيلة من عادات وأعراف غير المسلمين فسوف
لن نجني سوى الطيش والضلال لناشئتنا .
الفائدة : فلنلق بأبنائنا في حجر سنة نبينا وحضن شريعته الغراء حتى يشبوا متشبثين بها
( ولا تزال تلك طعمتهم إلى يوم لقاه ).
اللهم اهدنا واهد بنا إلى سواء السبيل .
اللهم هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين .
آمين يارب