ملخص الخطبة
1- أشراط الساعة صغرى وكبرى. 2- بعض أشراط الساعة التي تحققت. 3- حديث عن أشراط الساعة الكبرى. 4- قيام الساعة وبعث الموتى.
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله حق تقاته.
عباد الله: إن مما يجب الإيمان به لإخبار الله جل وعلا به ولإخبار النبي صلى الله عليه وسلم به الإيمان بأشراط الساعة فإن ليوم القيامة أشراطاً، والله جل وعلا بيّن في كتابه بعض تلك الأشراط يعني بعض علامات الساعة التي تؤذن بأن الساعة قريبة وأن ميعادها قد قرب وأن لقاء الله آتٍ وإن كان أكثر الناس في غفلاتهم سائرين.
إن الإيمان بأشراط الساعة فرض لأن الله جل وعلا قال في كتابه: فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم [محمد:18] فقوله: فقد جاء أشراطها يعني قد جاءت علاماتها.
ومن علاماتها التي قد كانت جاءت في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، وكذلك من علاماتها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((بعثت أنا والساعة كهاتين))[1] يعني من شدة القرب بين بعثته عليه الصلاة والسلام وبين قيام الساعة، والله جل جلاله إذ أخبر بذلك فإن للساعة علامات منها علامات تكون قرب حصولها، تكون قريبة جداً منها، وهي التي يسميها العلماء أشراط الساعة الكبرى، ومنها علامات تتباعد من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى أن يكون أول أشراط الساعة الكبرى، وهذه يسميها العلماء أشراط الساعة الصغرى.
فأشراط الساعة وهي علاماتها منها صغرى ومنها كبرى وقد ثبت في الصحيح أن عوف ابن مالك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي ثم فتح بيت المقدس ثم مُوتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً))[2] إلى آخر ما ذكر.
وهذا من أشراط الساعة الصغرى فإن بعثته عليه الصلاة والسلام مؤذنة بقرب الساعة وإن تطاول الزمان وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون [الحج:47] ثم بعد ذلك فتح بيت المقدس ثم بعد ذلك أتى المرض العام الطاعون فأصاب الناس كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثم كذلك استفاض المال في الصحابة ومن بعدهم حتى حصل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن أشراط الساعة الصغرى ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم جبريل في حديث عمر المشهور حيث سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أخبرني عن الساعة؟ فقال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، فقال: أخبرني بعلاماتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان))[3].
وهكذا في أنواع كثيرة من أشراط الساعة الصغرى التي تتوالى مع الزمان، تحدث شيئاً فشيئاً، تحدث كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخبر من ذلك عليه الصلاة والسلام أنها لن تقوم الساعة حتى تخرج نار من المدينة تضيء لها أعناق الإبل ببصرى[4]، وهي قرية قرب دمشق من الشام حصل ذلك في القرن السابع من الهجرة بعد سنة خمسين وستمائة، وعلم العلماء ذلك وعلمه الناس فكان ذلك من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام.
وكان من أشراط الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن تترك القلص فلا يسعى عليها[5] يعني أن تنزل الجمال والرواحل التي اعتادها الناس فلا يسعون عليها ولا يتخذونها رواحل، وقد استعجب كثير من العلماء هل يترك الناس أن يترحلوا على الإبل فقال قائلون منهم: لعل ذلك أن تكون الإبل تكثر جداً حتى تكون نسبة المركوب منها إلى ما لم يركب كلا شيء، فتكون القلص قد تركت فلا يسعى عليها، وقد رأينا في هذا الزمان صدق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أخبار كثيرة فيها أشراط الساعة الصغرى التي تحدث شيئاً فشيئاً.
وإن الإيمان بذلك فرض لازم إذ تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فرض لازم واجب على كل أحد، ومن كذب بخبره الصادق فإنه مكذب برسالته صلى الله عليه وسلم.
ثم أشراط الساعة الكبرى وهي الأشراط والعلامات التي تكون تباعاً كعقد كان فيه خرز فانقطع فتسلسل ذلك، الواحدة تلو الأخرى هي عشر بينات، أشراط الساعة الكبرى إذا حصلت الأولى فانتظر الأخرى الثانية ثم الثالثة إلى العاشرة حتى تقوم الساعة.
وأول ذلك خروج الدجال، والدجال خارج في هذه الأمة، وما من نبي إلا أنذر أمته المسيح الدجال، وإن فتنة المسيح الدجال في الناس هي أعظم فتنة، إن فتنته هي أعظم فتنة أدركتهم، يدعي أنه الرب والإله، معه جنة ونار، يحيي ويميت ويرزق ويفقر، يعطي ويمنع، معه فتنة عظيمة، معه فتنة يكون الناس فيها منهم المؤمنون ومنهم الكفار، ولا يخرج حتى لا يذكر وحتى لا يحذر منه، وقد كان كل الأنبياء يحذرون فتنته ويأمرون أقوامهم بأن يحذروا فتنته، ونبينا صلى الله عليه وسلم حذرنا فتنته فقال: ((إن يخرج فيكم وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج فيكم وأنا لست فيكم فالمرء حجيج نفسه))[6] يعني كل أحد حجيج عن نفسه فلا تغفلوا عن ذلك لأن المسيح الدجال فتنته عظيمة، فتنته جد عظيمة، ومن أدركته الفتنة وليس بذي علمٍ فيها فإنه سيكون من الذين يؤمنون بهذا الدجال أنه الرب الإله الذي يعبد ويطاع.
أيها المؤمنون: وبعد ذلك في أثناء وجود المسيح الدجال على الأرض ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام لأن عيسى ابن مريم عليه السلام توفاه الله ولم يمت توفاه الله بتوفي مدته على الأرض إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران:55] وبقي حياً في السماء ثم ينزله الله جل وعلا إلى الأرض في آخر الزمان بعد خروج المسيخ الدجال قال الله جل وعلا: وإنه لعِلم للساعة فلا تمترن بها [الزخرف:61] لما ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام قال الله فيه في سورة الزخرف: وإنه لعِلم للساعة وفي القراءة الأخرى: وإنه لَعَلم للساعة يعني لدليل وشرط من أشراطها، وقد أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام وقال: ((إنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق))[7]، قبل أن تفتح دمشق وقبل أن يكون ثمة منارة بيضاء فيها، فينزل عيسى فيؤمن به أهل الكتاب ويأمر بالإسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويأمر بالإسلام ويأتم بالإمام من هذه الأمة من المسلمين ويقول لهم: إمامكم منكم، حين ينزل والناس يصلون، وقد قال جل وعلا في عيسى عليه السلام: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً [النساء:159] إلا ليؤمنن به أي ليؤمن بعيسى عليه السلام، سيؤمن به لأنه سيعلم أنه هو عيسى رسول الله، وسيبطل التثليث وسيبطل الإشراك به وسيأمر عيسى بالإسلام وينتشر الإسلام في الأرض يقتل عيسى عليه السلام الدجال عند باب لُد من أرض فلسطين.
ويتبع الدجال قوم كثير من اليهود ثم يعيش عيسى في الناس زمنا تفيض فيه الخيرات ويكون فيه المال ويكون فيه السعة في الأرزاق حتى يكون من ذلك شيء عجيب عجيب كما أخبر بذلك تفصيلاً النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يكون خروج يأجوج ومأجوج وهم من الناس، وهم من البشر كما قال جل وعلا في يأجوج ومأجوج: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا. . [الأنبياء:96] إلى آخر الآيات.
فيخرج يأجوج ومأجوج ومعهم بلاء عظيم في الناس، لا يمرون على ماء إلا شربوه، ولا على مأكل إلا أكلوه فيدعو عليهم عيسى عليه السلام فيقتلهم الله جل وعلا حتى تنتن الأرض بريحهم فيبعث الله ريحاً فتحمل أجسادهم فتلقيها في البحر.
ثم بعد ذلك - وهو الرابع - يحدث خسف في المشرق خسف عظيم لم يسبق له مثال ثم يحدث - وهو الأمر الخامس - خسف بالمغرب لم يحدث له فيما سبق مثال ثم يحدث خسف بجزيرة العرب لم يسبق أن حدث مثله، وهذا من أمر الله العجيب.
فهذه من أشراط الساعة الكبرى، هذه تلي هذه، ثم يكون ما يكون من خروج الدخان ومن طلوع الشمس من مغربها ومن خروج الدابة على الناس ضحى تَسِم الناس، فإذا خرجت الشمس من مغربها لم يقبل من الناس توبة كما قال جل وعلا: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً [الأنعام:158] لا ينفع الذي لم يكن مؤمنا لا ينفعه إيمانه بعد أن رأى طلوع الشمس من مغربها، تنقطع التوبة ويبقى المؤمن ينتظر الريح التي تميت المؤمنين ويبقى الناس كفاراً لا يقال فيهم: الله الله، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام، أي لا يقول أحد لأحد: اتق الله اتق الله، ليبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما تتهارج الحمر[8]، ثم يبعث الله النار تبدأ في جنوب الجزيرة من قعر عدن ثم تنتشر في الأرض تحشر الناس إلى أرض محشرهم، يجتمعون تبيت معهم يخافون منها وهم يقبلون على أرض المحشر، يخافون ويهابون منها، وهي تبيت معهم إذا باتوا، وتسير معهم إذا ساروا، تكتنفهم من جوانبهم والناس يتقدمون إلى محشرهم.
ثم يأذن الله ويأمر إسرافيل بأن ينفخ في الصور نفخة الفزع أو نفخة الصعق فيصعق الناس ويعود من كان على الأرض حياً، يعود ميتاً كما قال الله جل وعلا: ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله [الزمر:68] بعد هذه النفخة يبقى الناس موتى فيغير الله الأرض، فإذا الأرض ليست هي الأرض ويغير السموات فإذا السموات ليست هي السموات إذا الشمس كورت [التكوير:1] وتتغير السماء إذا السماء انفطرت [الانفطار:1] وتتغير الأرض وإذا الأرض مدت [الانشقاق:3] فيستوي من دفن بين الجبال بمن دفن في السهل، تبقى الأرض متغيرة، فالله جل وعلا يغير معالم الأرض ويغير معالم السماء، وإنه لأمر عجيب ويبقى الناس موتى تحت الأرض كل شيء بلي منهم إلا عجب الذنب، وهو آخر فقرة من فقار الظهر، يكون كالبذرة لهم فيأمر الله السماء فتنشئ سحاباً ثقالاً فيحمل ماء كمني الرجال فإذا حملت الماء أمر الله السماء فتمطر على الأرض ذلك الماء فينبت منه الأجسام بعد أن أمطرت على الأرض أربعين، لا ندري هل هي أربعون شهراً أم أربعون سنة أم أربعون أسبوعاً، تمطر أربعين فتنبت الأجسام مثل النبات كأجمل الريحان.
حتى إذا مـا الأم حان ولادها وتمخضت فنفاسها متداني
أوحى لها رب السماء فتشققت فإذا الجنين كأكمل الشبان
ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى الأجسام فتهتز الأجسام فيقول الكفار والمؤمنون: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا [يس:52] ثم يجيب المؤمنون وغيرهم هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون [يس:52] فيساق الناس المؤمنون إلى الجنة والكافرون إلى النار وقبل ذلك أمور عظام من أمور المحشر.
أسأل الله جل وعلا أن يؤمننا يوم الفزع وأن يجعلنا من المتفقهين في كتابه وفي سنة رسوله وأن يجعل قلوبنا مطمئنة بالإيمان وأن يربط على قلوبنا، نعوذ به من الريب والشك ونسأله أن نكون مطمئنين بالإيمان مصدقين بما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وأسأله لي ولكم ولكل المسلمين النجاة يوم الفزع ونسأله النجاة يوم الخوف، نسأله أن يخفف علينا الحساب وأن يعفو عنا وأن يجعلنا من الذين يتوفاهم وهو راض عنهم إنه ولي الغفران ونحن أصحاب المعصية، والله ولي الغفران، اللهم فاغفر جماً، اللهم فاغفر جماً، اللهم فاغفر جماً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره [الزلزلة].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه حقاً وتوبوا إليه صدقاً إنه هو الغفور الرحيم.
________________________________________
[1] رواه البخاري [5301] من حديث سهل بن سعد الساعدي، ومسلم [867] من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
[2] رواه البخاري [3176] من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه ، ومعنى ((مُوتان)) بضم الميم : هو الموت ، أو الموت الكثير الوقوع. وقال الحافظ في الفتح (6/278) ((كمعُقاص الغنم))
: هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة.
[3] رواه مسلم [8] من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[4] رواه البخاري [7118] ومسلم [2902] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ((حتى تخرج نار من أرض الحجاز)).
[5] أخرجه مسلم [155] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
كذا في جمع نسخ الشرح التي بين أيدينا ، والذي في نسخ البخاري بتقديم القاف على العين وبه ضبط القسطلاني ، وهو المنصوص في كتب اللغة المتعين من قول أبي عبيد : ((ومنه أخذ الإقعاص)) وهو القتل مكانه.
[6] أخرجه مسلم [2937] من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه.
[7] هو جزء من حديث النواس بن سمعان السابق.
[8] هو جزء من حديث النواس بن سمعان السابق أيضاً.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق تقاته واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله رسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق تقاته، واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، وعليكم بلزوم التقوى فإن بالتقوى فخاركم، إن بالتقوى جاهكم عند ربكم، إن بالتقوى رفعتكم عند الله فاتقوا الله حق تقاته وعظموا الله في السر والعلن واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ذلك اليوم العصيب اتقوه، واتقوا الله الذي خلقكم، واتقوا الذي تساءلون به واتقوا الله الذي عنده الجنة والنار.
هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل جلاله أمركم بالصلاة على النبي فقال جل وعلا قولاً كريماً: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً [الأحزاب:56]اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعن الصحابة أجمعين وعن الآل وعن التابعين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك ورحمتك وأنت أرحم الراحمين.