امير الاحساس .عضو مبدع
الجنس : عدد المساهمات : 63 نقاط : 5559 السٌّمعَة : 7 تاريخ الميلاد : 21/06/1985
| موضوع: قريتي اه كم اشتاق لك الأربعاء 31 مارس 2010, 19:57 | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكيت ثم بكيت ثم بكيت ولم أستطيع إفراغ مابي قلبي من الأسى والحزن على الماضي الذي نحمله على أكتافنا .. و في قلوبنا يسكن ..و في عيوننا يخيم . . و في تفكيرنا يستجم دخلت قريتي والهدوء يلف المكان من حولناوالقرية تتشبث بالجبل الشامخ تتعلق بجسده الكبير.. بيوتنا القديمة تبدو للناظر ساكنة لاحراك بها وقد أخذ بعضها بنواصي بعض حتى ليُخيل للناظر إليها أنها قد زادت التصاقاً وامتزاجاً عن ذي قبل وكأنها تأنس إلى بعضها هربا من وحشة المدينة الحديثة وإذا أنعمت النظر في بيوت القرية العتيقة رأيت من أمرها عجبا .بعضها قائم على قدميه صامدا لم يتزعزع وبعضها تقوست جدرانها كما يتقوس ظهر العجوز الذي بلغ من الكبر عتيا..ازقة القرية توحي للناظر إليها بشئ غريب .. وكأنها سراديب تؤدي إلى الموت , سبحان الله !! كأنها لم تكن ذات يوم مأنوسةً مليئه بالغادين والرائحين .وقفت أمام بيتنا القديم .. وسرّحت طرفي في جنباته .. ودنوت منه .. وقد خيل إلي أنه يتحدث إلي .كنت أشعر أنه ينظر إلى المباني الحديثة من حوله نظرة سخرية واستهزاء , ولو كان له لسان لقال : انظر كيف يتنكّر الإنسان !!وأحسست وكأنه يتحرك نحوي أو أن الأرض تزحف بي نحوه .وشعرت كأن لساناً قد امتدّ له فأخذ يحدثني عن إحساسه بما هو فيه .. وعن وحشته بعد الأنس .. وعن هوانه بعد العزّ وعن هجر الأحبة له بعد الوصال . لقد تمادى بي هذا الشعور حتى غدا في نفسي حقيقةً وماهو بحقيقة .. وواقعاً وما هو بواقع .
جلست إلى نفسي غرقت في ماضيها , انتابني شعور غريب عظيم لم أجد افضل من خاطرة شاعرنا عبدالرحمن العشماوي لكي تداويها شاعرنا الذي وصف القرية وصفاً بليغاً عندما تحدث عن قرية "عراء" وعن بائعة الريحانوهذه خاطرة عبدالرحمن العشماوي "بائعة الريحان" الذي عاش جزء من حياته في "قريتي" وعبدالرحمن العشماوي ولد في قرية "عـراء" في منطقة الباحة وعاش جزء من حياته في قريتي "النصباء" نظراً لوجود خالته مع أحد ابناء عمومتيحكايتي حكايهفي قريتي .. بدأت رحلة الطفولهفي قريتي .. لعبت بالتراب والحصىرعيت في طفولتي الغنموفي الصبا .. رعيت بيتي الصغيروأي بيت ـ أيها الفتى ـ ما عرفت جدرانه الدهانوأرضه لم تعرف المفارش الوثيرهما كان في منزلنا كنب .. ولم يكن في غرفتي سريروأين غرفتي ؟ .. كشوكة في حلق بيتنا الصغيرولم تكن إذا أتى الشتاء تحرمنا من لذة المطرلكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقيرلم يعرف الشقاءوربما لأنه لم يعرف الثراءحكايتي حكايههذا جزء من الخاطرة وسيتم طرحها كامله بعد الردود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أخيراً صورة للبيت الذي شهد الطفولة في هذا البيت ولدت وترعرعت شاهد أحجاره المرصوصة بإتقان عجيب..بابه الصغير نوافذه الصغيرة .. باحته .. درجته المرصوفة من الحجارة رصفاً .. كل ذلك كان بمثابة سجل حافل أقرأ فيه حياة قوم تركوا الدنيا , وكانهم لم يعيشوا فيها لحظةً واحدةعهدي بهذا البيت المهجور مليئاً بالرجال الشجعان والنساء والأطفال .. درجُه لم يكن يفرغ من صاعد أو هابط.. نوافذه لم تكن تخلو من مطلً يرصد الأزقة من خلال شقوقهاالساحة ( البهو ) لم تكن تخلو من الجالسين تدار بينهم القهوة والشاي , ويذهبون في الحديث مذاهب شتى .. بابه لم يكن يخلو من داخل أو خارج عفواً - ايها القارئ الكريم - فقد رحلت بك بعداً بعيدا . وحملتُك إلى عالم ربما أنك لاتجد فيه ما وجدت أنا من المتعة واللذة .إحترامي
| |
|